منتدى منشأة صهبرة الاسلامى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

من يرفعهم القرآن

اذهب الى الأسفل

من يرفعهم القرآن Empty من يرفعهم القرآن

مُساهمة  محمد كمال الجمعة أغسطس 21, 2009 2:32 pm

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله الله الرحمن الرحيم، وأشهد أن محمدا عبده ورسول، وصفيه من عباده أجمعين، أما بعد: إن القرآن الكريم هدية الخالق لإصلاح الخلق وهدايتهم ، قال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9) وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا } [الإسراء:9-10]. وقال تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [المائدة:15-16].


كثرة الأسماء تدل على عظمة المُسَمَّى: 1- القرآن. 2- الكتاب. 3- الفرقان. 4- الذّكْر. 5- التنزيل. أوصافه كثيرة: 1-النور. 2- هدى. 3-شفاء. 4- رحمة. 5- موعظة. 6- مبارك. 7-مبين. 8- بُشرى. قال تعالى: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ } [الأنعام:92]، وقال تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص:29]. - « إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ سَبَبٌ طَرَفَهُ بِيَدِ اللَّهِ، وَطَرَفَهُ بِأَيْدِيكُمْ فَتَمَسَّكُوا بِهِ فَإِنَّكُمْ لَنْ تَضِلُّوا، وَلَنْ تَهْلَكُوا بَعْدَهُ أَبَدًا» [رواه الطبراني في الكبير بإسناد جيد، وابن حبان في صحيحه ]، وابن نصر في قيام الليل، وهو حديث صحيح، كما في صحيح الترغيب (38)]. - وقال صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه: «عليكَ بتلاوة القرآن، فإنه نور لك في الأرض، وذُخْرٌ لك في السماء» [رواه ابن حبان في صحيحه (361)، وهو حديث حسن لغيره)]. -وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «القرآن شافعٌ مُشَفَّعٌ، وماحلٌ مُصَدَّقٌ، من جَعَلَه أمَامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفَ ظهره ساقه إلى النار» [رواه ابن حبان في صحيحه (124) وهو صحيح]. ماحل: ساع، وقيل: خصم مجادل . - وعن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من قرأ القرآن وتعلّمه وعمل به، أُلبِسَ والداه يومَ القيامة تاجًا من نور، ضَوْؤُه مثلُ ضوء الشمس، ويُكسى والداه حُلَّتَيْنِ لا تقوم لهما الدنيا، فيقولان: بِمَ كُسِينا هذا؟ فيقال: بِأَخْذِ ولدكما القرآن» [رواه الحاكم ، وقال : صحيح على شرط مسلم]. - وقال ابن عباس رضي الله عنهما: «من قرأ القرآن لم يُرَدّ إلى أرذل العمر، وذلك قوله {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا }، قال: إلا الذين قرأوا القرآن» [رواه الحاكم، وقال: صحيح الإسناد]. احتوى القرآن الكريم على بيان كُلِّ شيء، وبيان جميع المصالح، والنهي عن جميع المضارّ بأوضح الألفاظ وأحسنها، وأَجَلِّ المعاني وأنفعها وأصدقها. علوم القرآن الكريم الأساسية التي فصَّلَ فيها، خمسة: 1- التوحيد. 2- العبادات. 3- المعاملات. 4- الأخلاق. 5- القصص. وبيانها فيه: بصورة إجمالية لأكثرها، وذلك لفسح المجال لبيان الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أُمِرَ به: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }[النحل: 44]. - ليس كتاب طبّ، ولا هندسة، ولا فيزياء، ولا فلك، ولا رياضيات، إنما هو كتاب هداية، يهدي إلى توحيد الله وعبادته، والتعامل الحسن بين الخلق. لكن لا يعني أنه ما أرشد إلى تلك العلوم النافعة، فمثلا: في الطبّ وحفظ الصحة أصوله {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } [الأعراف:31]، {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ }[البقرة:184]. ولكنه لا يُفصّل في أمور الطبّ وإنما يُعطي قواعد كليّة، وضوابط أساسية وأصولا وافية. في السياسة الداخلية {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ }[آل عمران:159]، في الخارجية {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ }[الأنفال:60]، في الاقتصاد {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان:67]. لماذا التفصيل في بعض الأحكام: 1- تعبّدية لا مجال للعقل فيها. 2- تُدرك بالعقل لكن لا تتغير مع الزمن مثل المواريث، وعِدَّةُ المرأة المُطَلَّقة، أو المُتَوَفَّى عنها زوجها،(العدّة). وأما التي تتغير فأُجمل بيانها، والتفصيل للرسول صلى الله عليه وسلم، كما تركتِ السُّنّة التفصيل في بعض الأحكام للمجتهدين. قال صلى الله عليه وسلم: «إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين» [رواه مسلم (817)] . ويكون الاعتناء بالقرآن الكريم باتباع خطوات: 1- تلاوته وحفظه برغبة وحب « مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ (ألم) حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلَامٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ » [رواه الترمذي (2910)، وقال حسن صحيح]. 2- الاستماع إليه والاهتمام به في كلّ السَّنة، والحذر مِنْ هَجْره. 3- تعلّمه وتعليمه «خيركم من تعلم القرآن وعلّمه» [رواه البخاري (5027)]. 4- تعهده ومذاكرته، والحذر من تركه ونسيانه. 5- التأدّب بآدابه، والعمل بتعاليمه قال تعالى: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } [الأنعام:155]، {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ } [الزمر :55]. 6- الاستشفاء به {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا } [الإسراء: 82]، قصّة اللّديغ «وما أدراك أنها رُقية» [ أخرجه البخاري (2276)، ومسلم (2201)]. 7- جَعْلُه منهجا للحياة كلّها بتحليل الحلال، وتحريم الحرام. والحمد لله رب العالمين.

محمد كمال

عدد المساهمات : 66
نقاط : 164
تاريخ التسجيل : 02/07/2009
العمر : 29

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى